منتدى اشرف نور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اشرف نور:باحث وخادم بمركز الانبا موسى


    من تأملات الآباء

    ashref
    ashref
    Admin


    المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/02/2011

    من تأملات الآباء  Empty من تأملات الآباء

    مُساهمة  ashref الأربعاء فبراير 16, 2011 2:36 pm

    :studyمن تأملات الآباء
    مقدمة:
    تشتمل الخماسين المقدسة علي سبعة أسابيع، وهي تبدأ من يوم أحد القيامة وتنتهي بعيد العنصرة ( عيد حلول الروح القدس )
    1-الأحد الأول: أحد توما أوالأحد الجديد (يو 20 : 19-31)
    سوف ندرس ما قاله الآباء عن ظهور الرب للتلاميذ بدون توما في نفس يوم القيامة في المساء ثم ظهوره لهم ومعهم توما في الأحد التالي للقيامة وسوف نتحدث أيضا عن موضوع الإيمان وتثبيته.
    2-الأحد الثاني: خبز الحياة (يو 6 : 35-45)
    ماذا قال الأباء عن سر الإفخارستيا المقدسة
    3-الأحد الثالث: المرأة السامرية (يو 4: 1-42)
    ماذا قال الأباء عن الروح القدس.

    4-الأحد الرابع: النور الحقيقى (يو 12: 35-50):
    ربنا يسوع المسيح هو النور الحقيقى الذى يضئ العالم كله. سوف ندرس ما قاله الأباء عن ذلك.
    5-الأحد الخامس: أنا هوالطريق والحق والحياة (يو1:14-11):
    سوف ندرس ما قاله الأباء عن هذه الآية.
    6-الأحد السادس: السلام، والضيقات، وغلبة العالم (يو23:16-33):
    فى هذا الإنجيل يتحدث إلينا ربنا يسـوع المسـيح عـن السـلام والضيقات والغلبة ( أو النصرة ) على العالم.
    سوف ندرس ما قاله الأباء عن هذه النقاط
    7-الأحد السابع: عيد العنصرة (يو 17: 14-26):
    ماذا قال الأباء عن الروح القدس، وعن عيد العنصرة (يوم الخمسين).



    من تأملات الآباء
    تحتفل الكنيسة فى هذا اليوم بأخر عيد من الأعياد السيديـة الصغـرى السبعة، ألا وهو الأحد الجديد أو أحد توما.
    ويسمى الأحد الجديد لأنه أول أحد حفظ لتقديس أيام الأحد بعد إلغاء للنظام القديم.
    ويسمى أحد توما لأن السيد المسيح ظهر فيه للتلاميذ ومعهم تومـا فى اليوم الثامن من قيامته.
    والإحتفال به هو تنفيذ للدسـقولية (قوانيـن الرسـل) التـى ورد فيها :
    "وبعد ثمانية أيام فليكن لكم عيد، لأن فى هذا اليوم الثامن أرضانى الرب، أنا توما، إذ لم اؤمن بقيامته وأرانى أثار المسامير وأثر الحربة فى جنبه " الإنجيل من معلمنا يوحنا (يو 19:20-31).

    أولاً: ظهوره للتلاميذ من غير توما:
    +"ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبـواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم، ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضا سلام لكم، كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا. ولما قـال هذا نفخ فى وجوههم وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه أمسكت" (يو 19:20-23).
    • فى موضوع السلام الذى أهداه السيد المسـيح إلـى تلاميـذه، عندما قال لهم " سلام لكم ".
    قال القديس أغسطينوس:
    + السلام هو رزانة العقل، هدوء النفس، بسـاطة القلـب، ربـاط الحب، رفيق المحبة.
    + السلام علامة القداسة.
    + المسيح يترك معنا سلاما، لكى نحب بعضنا البعض.
    + المسيح يترك لنا سلامه ونحن في هذا العالم، وسـيهبنا سلامه الخاص به فى العالم العتيد.
    + السلام يعرف الإنسان كيف يعلو على ذاته ولا ينتفخ.
    + المسيح فيه ومنه ننال السلام.

    + من يعش فى سلام مقدس يحيا دوماً مع الله ويكون شريكا مـع القديسين فى الله.
    وفى نفس الموضوع قال القديس أغريغوريوس أسقف نزينزا :
    فى أول لقاء للسيد القائم من الأموات بتلاميذه المجتمعين، ممثلـى الكنيسة، قدم لهم سلامه الفائق.. لا كعطية خارجية وإنما هبـة تمـس الأعماق فى الداخل، إذ قال لهم " سلام لكم ".
    لقد حقق لهم ما وعدهم به فى ليلة آلامه قـائلا: " سلاما أترك لكم. سلامى أعطيكم .ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا" (يو 27:14).
    وقال أيضا: لنكرم عطية السلام التى تركـها لنا المسيح عند رحيله، فالسلام على وجه الخصوص يخص الله الذى يوحد كل الأشياء معا فى واحد.
    قال القديس يوحنا ذهبى الفم:
    (إنه يقدم ثمار الصليب أولا، وهو السلام).
    قال القديس أغسطينوس:
    (هذا هوالسلام الحقيقى وتحية الخلاص.. إذ تأخذ التحية إسـمها من الخلاص). 2- وعن موضوع "أراهم يديه ورجليه": قال القديس أغسطينوس:
    إن السيد المسيح ترك أثار جراحاته بعد القيامة ليشفى بها جراحـات التلاميذ، إذ لم يصدقوا قيامتـه عندمـا أظـهر لـهم ذاتـه و ظنـوه خيالا فأظهر لهم يديـه وجنبه.. كأنه يقول لهم: ( مع إن جراحاته شفيت

    فإن أثارها قد بقيت!.. إذ حكم هو بأن هذا نافع للتلاميذ، أن يسـتبقى آثار جراحاته لكى يشفى بها جروح أرواحهم .. جراحـات عـدم إيمانهم، فقد ظهر أمام عيونهم وأظهر لهم جسده الحقيقى ومع هـذا ظنوه روحا).
    وعن هذا الموضوع قال القديس كيرلس الكبير:
    (إن السبب الرئيسى لإبقاء الجراحات هو الشـهادة لتلاميـذه أن الجسد الذى قام هو بعينه الذى تألم).
    وأما القديس أغريغوريوس الكبير فيقدم أربعـة مـبررات لـهذه الجراحات:
    أولا: لكـى يبنى تلاميذه فى الإيمان بقيامته.
    ثانيا: تبقى هذه الجراحات لتعلن شفاعته الكفارية عنا لدى الآب.
    ثالثا: لكـى يتذكرالتلاميذ حبه لهم ورحمته تجاههم.
    رابعا: تبقى لإدانة الأشرار فى يوم الرب العظيم.
    وقال القديس أمبروسيوس:
    ظن التلاميذ فى اضطرابهم أنهم يروا روحا، لهذا فلكـى يظهر لـهم الرب حقيقة القيامة قال لهم: " جسونى وانظروا فإن الروح ليس لها لحم وعظام كما ترون لى".
    كيف يمكن أن يكون ليس فى الجسد وقد ظـهرت فيـه علامـات الجروح وأثارالطعنة التى اظهرها الرب؟!

    لقد قبل الرب أن يرتفع إلى السماء بالجراحـات التى تحملها لأجلنـا ولم يشأ أن يمحوها حتى يظهر لله الآب ثمن تحررنا، بهذا يجلس عن يمين الآب وهو حامل لواء خلاصنا.
    3-" ولما قال هذا نفخ وقال لهم إقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت " (يو 23،22:20).
    قال القديس يوحنا ذهبي الفم:
    (كما أن القائد لا يسمح لجنوده أن يواجهوا أعداء كثيرين ما لـم يتسلحوا أولا.. هكذا لم يسمح الرب لتلاميذه أن ينزلوا للخدمة ما لم يحل الروح أولا).
    عن الروح القدس قال القديس أغسطينوس:
    + (الروح القدس هو روح الآب وروح الإبـن، أى مـن عملـه الشركة بين الأقانيم).
    + (الروح القدس ليس روح الآب وحده ولا روح الإبن وحده، بل روح الآب والإبن).
    + (الروح القدس من عمله شركتنا مع الله، إذ به تنسكب محبـة الله فينا).
    + (الروح القدس يسكن فى الأطفال الذين نالوا المعموديـة وإن كانوا لم يعرفوها).
    + (إن التجديف على الروح القدس هو الإصرار على عدم التوبة).
    + (إن مغفرة الخطايا لا تعطى إلا بـالروح القـدس ولا توهـب إلا داخل الكنيسة التى لها الروح القدس).

    + (ليتنا نصنع كل ما فى وسعنا لكى يكون الروح القدس معنـا.. أى نتركه يعمل فينا).
    وعن الإعتراف بالخطية والغفران:
    قال القديس انبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبنة:
    إن تذكرنا خطايانا يمحوها الله لنا، وإن تناسينـاها يذكرها لنا.
    وعن نفس الموضوع قال العلامه ترتليان:
    (السموات والملائكة الذين فيها يفرحون بتوبة الإنسان.. آه أيـها الخاطئ- كن فى بهجة صالحة.. أنظر كيف يكون فرح فى الرجوع والتوبة).
    وعن الروح القدس والغفران:
    قال القديس انبا انطونيوس الكبير :
    + الروح القدس الذى يعمل فينا للتوبة يفتح قلبنا بالرجاء فـى الله واهب القيامة من الأموات لكن بروح الإتضاع يهبنا أن نعـترف بخطايانا.
    + إذا سلمت النفس ذاتها للرب بكل قوتها يطهر الله الصـالح لـها كل الأوجاع والعيوب واحدة فواحدة لكـى تحيد عنها.
    وقال القديس كيرلس الكبير:
    (بأية طريقة وبأى معنى وهب للمخلص تلاميذه الكرامة التى تليق فقط بطبيعة الله وحده؟).
    لقد رأى الرب أنه من الموافق أن الذين وهبوا مرة روحه- وهـو الرب الإله- ينبغى أن يحوزوا قوة مغفرة أو مسك الخطايا، فكيفمـا

    صنعوا يكون الروح القدس الساكن فيهم هو الـذى يغفـر أو يمسـك هذه الخطايا حسب مشيئته.. علـى أن العمـل الـذى يعمـل يكـون بواسطة الإنسان.
    وحسب ما أرى يكون الذين نالوا روح الله يغفـرون أو يمسـكون الخطايا على مستويين:
    الأول : فهم يدعون إلى المعمودية الذين هم أهل لهذا السر من واقع نقاوة حياتهم وإختبار مدى تمسكـهم بالإيمان، كذلك فإنـهم يؤخـرون ويستثنون الذين لم يبلغوا بعد إلى استحقاق هذه النعمة الإلهية.
    الثانى : وفى معنى آخر هم يغفرون ويمسكون الخطايا بأن يزجروا ويعزلوا أبناء الكنيسة ( أى المعمودية ) كما يمنحون العفو للذين تـابوا.. تماما كما قطع بولس ذلك للذى إقترف الزنا فـى كورنثـوس " لهلاك الجسد حتى تخلص النفس " (1كو 5:5)، ثم عاد وقبله فـى الشـركة " حتى لا يبتلع من فرط الحزن " (2 كو 7:2).
    4-"أما توما واحد من الإثنى عشر الذى يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جـاء يسوع. فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب. فقال لهم أن لم أبصر أثر المسامير وأضع يدى فى جنبه لا أؤمن" (يو24:20، 25).
    قال القديس اغريغوريوس الناطق بالإلهيات:
    وإن كنت كتوما لم تكن بين التلاميذ حينما ظهر المسيح لهم فتـأكد أن المسيح سيعود ويظهر لك بنوع خاص. هلم المس جراحه ولا تكن

    غير مؤمن بل مؤمنا. صـدق كل ما كلموك عنه، وإذا لم تصدق فثـق فى الأيدى المثقوبة بالمسامير.. واسجد له.. وأعبده.
    وقال ايضا عن قصه توما مع المخلص:
    (يا للتعزية العظيمة التى نلناها بسبب شك توما.. لذلك ظهر الـرب للتلاميذ فى اليوم الثامن- أى الأحد التالى لأحد القيامة- ليس فقـط ليؤكد قيامته ويزيل شكوك توما ولكن ليصير لنـا نحـن أيضـاً هذه التعزيات فنضع أصبعنا فى مكان المسامير ويدنا فـى مكـان الحربـة.. لا لكى نؤمن ولكن لكى نحيا بتلك الجراحات. إن أحد توما هو عيد لكـل نفس تتلامس مع جراحات الجسد الممجد الذى غلب المـوت قـاتلا العداوة بالصليب).
    ثانيا: ظهوره للتلاميذ ومعهم توما:
    1-"وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف فى الوسط وقال سلام لكم" (يو 20: 26).
    فى هذا يقول القديس كيرلس الكبير:
    إذن هو لسبب صالح لنا عادة أن يكون لنا إجتماعات مقدسـة فـى الكنائس فى لليوم الثامن ( الأحد )، ويستحب أن نستعير لغة التشبيه فـى الإنجيل، وكما يستلزمه الحاجة، فنقول: نحن نقفـل الأبـواب ولكـن بالرغم من ذلك يأتى المسيح ويظهر لنا جميعا منظورا وغير منظور فـى آن واحد.. غير منظور بصفته الإلهية، ومنظورا بالجسد ( فى الإفخارستيا )، ويجيز لنا أن نلمس جسده المقدس ويعطيه لنا أيضا.. لأننا بنعمـة الله

    - ونحن نؤهل أن نشترك فى الإفخارستيا المقدسة- نستقبل المسـيح فى أيدينا بغرض أن نؤمن يقينا أنه حقا أقام هيكل جسده.
    2-"ثم قال لتوما هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدى وهات يدك وضعها فى جنبى ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجـاب توما وقال له ربى وإلهى. قال له يسوع لأنك رأيتنى يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20: 27-29).
    أهم نقطة فى هذا الجزء هى موضوع الإيمـان.. لذلـك أحـب أن نعيش معاً فيما قاله القديس أغسطينوس عن الإيمان:
    + الإيمان نعمة من الله تعطى مجانا وليس أجرا على عمل.
    + الإيمان يدرك ما لا يدركه العقل البشرى.
    + الإيمان الذى ينقى القلب هو الذى يعمل فى محبة.
    + الإيمان يفيض صلاة، والصلاة المفاضة تقوى الإيمان.
    + إيمانك هبة من الله وليس حقا لك.
    + إن غاية الإيمان أن تؤمن، وغاية المحبة أن تعمل.
    + إن لم يستقم إيمانك فلست باراً، لأن البار بالإيمان يحيا.
    + إن الأعمال هى ثمر الإيمان وليس الإيمان ثمر الأعمال.
    + بقدر ما يضعف فينا الإيمان تقوى علينا التجربة.
    + ليكن لكم الإيمان مع المحبة لأنه مستحيل أن يكون لكم محبـة بدون إيمان.
    + سوف يأتى زمن أرى فيه ما كنت أؤمن به ولا أراه.

    + سأرى فى الأبدية ما أؤمن به هنا.. وما أرجـوه هنـا سـوف أحصل عليه هناك.
    + عظيم هو الإيمان إنما لا فائدة منه إن خلا من المحبة.
    + على الإيمان أن يسبق الإدراك ليكون الإدراك جزءاً من الإيمان.
    + إننا نستطيع أن نلمس ذاك الجـالس فى السماء بإيماننـا وليـس بأيدينا.
    ويقول القديس كيرلس الأورشليمى فى شرحه لقانون الإيمان:
    من يتعلم أن يؤمن بإله واحد، الله الآب القديـر، يلتزم بالإيمـان بإبنـه الوحيد.. "لأن كل من ينكر الإبن ليس له الآب أيضا" (1يو2 :23).
    ويقول يسوع: "أنا هو الباب. ليس أحد يأتى إلى الآب إلا بى" (يـو 14: 6. 10: 9)، "ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن ومن أراد الإبن أن يعلن له" (مت11 :27).. فإن انكرت من يعلن لك الآب تبقى فى جـهل.
    لقد جاء فى الإنجيل العبارة التاليـة: "الذى لا يؤمن بالإبن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36).
    فالآب يغضب عندما يستهان بالإبن الوحيد، فـإن الملـك يحـزن لمجرد إهانة أحد جنوده.. أما إن احتقر أحد إبنه الوحيد فمن يقـدر أن يطفئ غضب الآب من أجل إبنـه الوحيد؟!
    فإن رغب أحد فى إظهار ورعه لله فليعبد الإبن، عندئذ يتقبـل الله خدمته. لقد نادى الآب بصوت عال قائلا: " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " (مت 17:3).. لقد سر الآب به، فإن لم تكن أنـت موضـع سروره فى الإبن لا تكون لك حياة.


    من تأملات الآباء
    فى إنجيل هذا اليوم يقول ربنا يسوع المسيح: "أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء .إن أكل أحد من هذا الخبز يحيـا إلى الأبد. والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 51).
    1-قال القديس كيرلس عمود الدين فى تأملاته هذه الكلمات التى قالها الرب يسوع :
    باية وسيلة يمكن للإنسان الذى على الأرض- وقد التحف بالمـائت
    - أن يعود إلى عدم الفساد؟
    أجيب أن هذا الجسد المائت يجب أن يشترك فى قوة واهب الحيـاة النازلة من الله، أما قوة وهب الحياة التى لله الآب فهى الإبن الوحيـد الكلمة الذى أرسله إلينا مخلصا وفاديا.

    كيف أرسله إلينا؟ يخبرنا يوحنا الإنجيلى بكـل وضـوح: " والكلمة صار جسدا وحل بيننا " (يو14:1).
    عندما نأكل جسد المسيح المقدس ونشرب دمه الكريم ننال الحيـاة فينا إذ نكون كما لو أننا واحد معه.. نسكن فيه وهو أيضا يملك فينا.
    لا تشك فإن هذا حق، ما دام يقول بنفسه بوضوح فى نفس الإنجيـل " الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمـه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير. لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه " (يو 53:6-56).
    لذلك يجب أن نتقبل كلمة المخلص بإيمان، اذ هـو الحـق الـذى لا يقدر أن يكذب.
    وقال أيضا القديس كيرلس عمود الدين فى موضوع :
    الحاجة إلى الإشتراك المنتظم فى سر الإفخارستيا: ( إن اكتسـاب الحياة الروحية من خلال الإفخارسـتيا يتطلـب إشـتراكا منتظمـا فى السر. فالمؤمن يحتفظ بحياته الروحية وينمو فى الروح طالمـا إستمر إرتباطه بالمسيح، ليس روحيا فقط ولكن أيضـا مـن خـلال ممارسة عملية منتظمة للأكل من جسد المسيح والشرب من دمـه. أما الإشترك غير المنتظم فى الإفخارستيا فقد يحـرم المؤمـن مـن الحياة الأبدية ).

    إن هؤلاء الذين لا يأخذون المسيح من خلال الإفخارسـتيا يظلـون محرومين بصورة مطلقة من أى اشتراك أو تذوق للحيـاة المقدسـة السعيدة.
    وفى كتابه " شرح تجسد الإبن الوحيد ".. يشير القديس كيرلس الكبـير إلى قول أشعياء النبى: " وجاء إلى أحد السيرافيم وفى يده جمرة متقدة أخذها من على المذبح بملقط وقال لى هذه ستلمس شفتيك فتنزع إثمك وتطهرك من خطاياك " (أش 6: 7،6).
    ويعلق على ذلك القديس كيرلس فيقول :
    ( نحن نقول أن الجمرة المتقدة هى مثال وصورة للكلمة المتجسد.. لأنه عندما يلمس شفاهنا، أى عندما نعترف بالإيمان به، فإنه ينقينـا من كل خطية ويحررنا من اللوم القديم الذى ضدنا ).
    قال الأب ميلاتو من ساردس:
    ( يتحقق سر الفصح فى جسد الرب، فقـد أقتيـد كحمـل وذبـح كشاة مخلصا إيانا من عبوديـة العـالم ( مصـر ) ومحررنـا مـن عبودية الشيطان كما من فرعون، خاتماً نفوسنا بروحه وأعضائنـا الجسدية بدمه ).
    إنه ذاك الواحد الذى خلصنا من العبودية إلى الحرية، ومن الظلمـة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة ومن الطغيان إلى الملكوت الأبدى. إنه ذاك الذى هو ( الفصح ).. عبور خلاصنا، هو الحمل الصـامت الذى أخذ من القطيع وأقتيد للذبح فى المساء ودفن بالليل.. من أجـل

    هذا كان عيد للفطير مرآ كما يقول كتابكم المقـدس: تـأكلوا فطـيراً بأعشاب مرة.
    نعم.. مرة لكم هذه !لمسامير!لتى استخدمت.. مر هو لللسان الـذى جدف.. مرة هى الشهادة الباطلة !لتى نطقتم بها ضده.
    3- يقول القديس إكليمنضس الإسكندرى فى موضوع الإستعداد للتناول:
    (لا يكون باستعدادات خارجيـة فحسـب وإنمـا بتهيئـة النفـس داخلياً خلال ممارسة حياة الحـب والطـهارة الجسـدية والقلبيـة، وأن يكون سلوكنا فـى حياتنـا اليوميـة مطبقـاً لسـلوكنا داخـل الكنيسة).
    ثم يقول: يليق بالرجال والنساء أن يذهبوا إلى الكنيسة فـى هـدوء ونظام وسكون، وتكون فيهم محبة صادقة.. يكونون أطهاراً بالجسـد والقلب مؤهلين للصلاة أمام الله.
    4- يقول الأباء الرسل فى الدسقوليه:
    أما يوم الرب ( يوم الأحد ) فهو للرب وحده. إجتمعوا فيه لتكسـروا الخبز وتصلوا الإفخارستيا بعدما تعترفون بخطاياكم لتكون ذبيحتكـم طاهرة. وليكف عن الإجتماع معكم كل من كان على خلاف مع أخيـه حتى يتصالحاً معاً لكـى لا تتنجس ذبيحتكحم.. لأن هذه الذبيحة هى التـى قال الرب عنها: " لأن من مشرق الشمس إلى مغربها إسمى عظيم بين

    الأمم. وفى كل مكان يقرب لإسمى بخور تقدمة طاهرة لأن إسمى عظيم بين الأمم قال رب الجنود " (مل 1: 14،11).
    ونلاحظ فى هذا النص أربع ملاحظات :
    1-إرتباط الإفخارستيا بيوم الرب.
    2- إرتباط الإفخارستيا بالإعتراف بالخطية.
    3- إرتباط الإفخارستيا بالإجتماع العام للكنيسة.
    4- إرتباط الإفخارستيا بالمصالحة.
    5- القديس يوحنا ذهبى الفم وسر الإفخارستيا :
    (استحق القديس يوحنـا ذهبى الفـم أن يدعـى بحـق "معلـم الإفخارستيا" ليس لأنه أكثر الحديث عن هذا السر العظيـم وشـهد بأمانة وفى وضوح عن تحول القرابين وحضور الرب حقيقيا ككـاهن السر الخفى والذبيحة المحيية فى نفس الوقت، لكنـه أيضـا عرف كيف يسحب قلوب الكثيرين إلى مذبح الله ويدخل بهم إلى المقدسـات الإلهية ويرتفع بهم إلى السماء، ليدركوا سماوية السر الذى تخدمـه الطغمات السمائية فى شركة الأرضيين تحت قيادة الرب نفسه ).
    وإليك أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبى الفم عن الإفخارستيا:
    + " جعلنا أعضاء جسده من لحمه وعظامه " (أف 5: 20)، ليس خلال الحب وحده وإنما بالفعل ذاته، هذا يتحقق بالطعام المجانى الـذى قدمه لنا، مريدا أن يعلن حبه لنا. من أجل حبه مزج نفسه بنـا،

    عجن جسده بجسدنا لكى نصير معه واحدا.. نصير جسدا واحدا متحدا بالرأس.
    +إذا كان الخبز يحوى حبوبا كثيرة صارت متحدة معا فلا تظـهر للحبوب بعد، هى موجودة فعلا ولكن لا يظهر إختلافها بسـبب إتحادها معا، هكذا أيضا إرتباطنا مع بعضنا البعـض.. لأنـه جسدا واحدا يغتذى به الكل، إنه شركة فى جسد الرب، شـركة مع المسيح نفسه.
    + وقال أيضا: فى خدمة الليتورجية يشترك معنا الملائكـة.. إن الملائكة يتضرعون إلى الرب من أجل جنس البشـر وكأنـهم يرددون قائلين: " نصلى إليك من أجل الذين حسبتهم أهلا لحبـك فوهبتهم حياتك.. نسكب إليك تضرعاتنا عنهم كما سكبت دمـك من أجلهم.. نطلب إليك من أجل هؤلاء الذين بذلت جسدك هذا من أجلهم ".
    + ويقول أيضا: إن كانت طقوسنا تتم على الأرض لكنها متأهبـة للسموات إذ يكون ربنا يسوع المسيح نفسه الذبيـح مضطجعـا، والروح مرافقا لنا، والجلس عن يميـن الآب حـاضرا هنـا.. ماذا؟! أليست تسابيحنا سماوية؟! أليس المذبـح سـمائيا؟! إذ لا يحمل أمورا جسدانية بل تقدمة روحية "فالذبيحة لا تتحـول إلى تراب ورماد بل هى بهية وسامية. الكنيسة سماوية بل هـى السماء نفسها.

    + ويقول أيضاً: حتى الأن المسيح الملاصق لنا الذى أعد المـائدة هو بنفسه يقدسها، فإنه ليس إنسان يحول القرابين إلـى جسـد المسيح ودمه بل المسيح نفسه الذى صلب عنا.. ينطق الكلمات لكن التقديس يتم بقوة الله ونعمته.
    6- قال القديس كيرلس الاورشليمى :
    ( لكونه هو نفسه تكلم وقال عن الخبز هذا جسدى، فمن يجسر بعد ذلك أن يرتاب.. ولكونه هو نفسه ثبت وقال هذا هو دمى، فمن يتوهـم أو يقول أنه ليس دمه؟.. لأن الذى حول وقتا ما الماء إلى خمر فـى قانا الجليل بإشارته أفليس مصدقا إذا قال أن هذا هو دمى؟! ).
    وقد دعى إلى عرس جسدى فصنع فيه تلك العجيبة الفائقة، فكيـف لا نعترف له بالأحرى بأنه منح بنى العرس التمتع بجسـده ودمـه؟.. فلنتناولهما إذن باليقين التام أنهما جسد المسيح ودمه.
    لأنه برسم الخبز يعطى لك الجسد وبرسم الخمر يعطى لـك الـدم، لكـى بتناولك من جسد المسيح ودمه تصير متحداً معه جسـداً ودمـاً. لأننا بهذه الحالة نصير لابسى المسيح، أى بإمتزاج جسده ودمه فـى أعضائنا. وبهذه الواسطة نصير مشاركـى الطبيعة الإلهية، كمـا قال القديس بطرس: " كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهيـة هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة " (2 بط 1: 3، 4).

    7- وقال القديس يوستينوس الشهيد:
    لأننا لا نتناولهما بمثابة خبز عادى لكن كما أنه بكلمة الله لما تجسـد يسوع المسيح مخلصنا قد أتخذ لأجل خلاصنا لحما ودما، هكذا تعلمنـا أن الغذاء الذى شكر عليه بدعاء كلامه- وبه يغتذى لحمنـا ودمنـا بحسب الإستحالة- هو لحم ودم ذلك المتجسد.
    8- قال القديس مارافرآم السريانى:
    إن جسد الرب يتحد بجسدنا على وجه لا يلفظ بـه أيضـاً ودمـه الطاهر يصب فى شراييننا، وهو كله بصلاحه الأقصى يدخل فينا.
    وقال أيضاً: إنكم تشتركون فى جسد الرب الكلى القدسـية بإيمـان كامل غير مرتابين أنكم تأكلون الحمل كله.
    9-وقال القديس أغناطيوس:
    إن جسد الرب يسوع واحد، هو ودمه المهرق عنا واحـد.. خـبز واحد كسر، وكأس واحدة وزعت للجميع، ومذبح واحد لكل الكنيسة.
    10-وقال القديس كبريانوس:
    إننا نحثهم ونحرضهم على الجهاد ولا نتركهم بغير سلاح، بل نحصنهم بالسلاح الكامل وهو جسد ودم المسيح.. لأننا كيف نعلم من ندعوهم إلى الإعتراف بإسمه أن يهرقوا دمهم إذا كنا لا نمنح دم المسيح للمجاهدين عنه.
    11-قال القديس جيروم حينما أتوا إليه بالسرائر المقدسه وقت نياحته:
    ما هذا الإتضاع يا سيدى الذى تريد أن تـأتى بـه إلـى خـاطئ، وترضى لا أن تؤاكله فقط بل أن تؤكل منه أيضاً.

    صلوات خاصة قبل وبعد التناول من الأسرار المقدسة:
    صلاة قبل التناول من الأسرار المقدسة:
    ياربى إنى غير مسـتحق أن تدخـل تحـت سـقف بيتى لأنى إنسان خاطئ، فقل كلمة أولا لكى لتبرأ نفسى.. قل لنفسـى مغفـورة لك خطاياك.
    إنى مقفر وخال من كل صلاح، وليس لى سوى تحننـك ورأفتـك ومحبتك للبشر.
    لقد تنازلت من سماء، مجدك غير المدرك إلى ذلنـا وأرتضيـت أن تولد فى مزود البقر، فلا ترفض يا مخلصى القدوس أن تقبـل إليـك نفسى الذليلة الحقيرة التى تنتظر حضورك البهى.
    إنك لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيه، فاسمح يـا إلهى بالدخول إلى نفسى لتطهرها. لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك، فلا تحرمنى الدنو منـك لتنـاول جسدك الطاهر ودمك الأقدس، بل فليصر تناولى للإشـتراك معـك، وإبادة كل ما هو دنس ولإماتة أهوائى الرديئـة، وللعمـل بوصايـاك المحيية، ولشفاء نفسى وجسدى من كـل خطيـة. ولقبـول مواهبـك ولسكنى نعمتك ولحلول روحك وللإتحاد بك والثباث فيك لأحيا لأجـل إسمك القدوس. أمين.

    صلاة بعد التناول من الأسرار المقدسة:
    قد إمتلأ قلبى فرحا ولسانى تهليلا.. فلتعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى.
    لقد أقبلت إليك يارب لتلبسنى حلة نقية تؤهلنى للدخول إلى عرسـك. فليكن إتحادى بك اليوم دائماً لأنى به أزداد فى الفضيلة ثباتـا ونمـوا ويشتد إيمانى ويتقوى رجائى.
    فليصر تناولى الآن علامة للخلاص ولباسا للنعمة، وحلـة للميلاد الجديد، وطهارة وقداسة للنفس والجسد ونقاوة للحب، وفرحاً وسـروراً أبدياً وجواب حسن القبول أمام منبرك الرهيب.
    أسلم ذاتى بين يدى حنوك، فاجعلنى واحدا معك وسـيرنى تحـت إرادتك. استدع إليك عقلى وحواسى وإرادتى لتباركـها وتكون طـوع مشيئتك.
    أحيى قلبى وأيقظ ضميرى. شتت جميع خيـالات العـدو، وقـل للزوابع أن تسكت.
    سر معى وهدئ روعى، أرو عطشى، وأضرم لهيب محبتـك فـى قلبى، تلاف بحنو ورفق كل ما ينقصنى. أمكث معى لأن النـهار قـد مال ورافقنى إلى أن ينسم النهار، فأنت وحدك غايتى وسعادتى. أنـت وحدك يارب إلى الأبد. أمين.


    : study study

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 2:34 am