منتدى اشرف نور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اشرف نور:باحث وخادم بمركز الانبا موسى


    أسئلة و اجوبة فى اللاهوت الأرثوذكسى

    ashref
    ashref
    Admin


    المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 14/02/2011

    أسئلة و اجوبة فى اللاهوت الأرثوذكسى Empty أسئلة و اجوبة فى اللاهوت الأرثوذكسى

    مُساهمة  ashref الإثنين فبراير 21, 2011 9:22 pm

    Like a Star @ heaven Like a Star @ heaven :ملكوت الله

    لما ابتدأ يسوع يبشر أعلن عن حضور ملكوت الله. قبله كان يوحنا المعمدان يصرخ: "توبوا فقد اقترب ملكوت الله" (متى 3: 2). قال يسوع لتلاميذه: "ملكوت الله فيما بينكم" (إنجيل لوقا 17: 21). هذه هي بشارة الإنجيل، وكلمة إنجيل باليونانية تعني البشرى السارة.

    س 1: ما معنى ملكوت الله؟
    ج: ملكوت الله غاية الحياة. على كل مسيحي أن يسعى للوصول إليه منذ الآن "طالما الوقت نهار". ليس ملكوت الله مكانا جغرافيا في زمن معيّن، هو في العالم لكنه ليس من العالم.

    س 2: اشرح لي اكثر.
    ج: كيف اشرح لك؟ نور بدون ظلال، شمس لا تغرب، فرح لا حزن فيه ولا دموع، سلام لا تعكره الحرب، دفء لا يبرد أبداً ... قال يسوع: "ملكوت الله مثل حبة الخردل، هي اصغر البذور ولكن متى نمت فهي اكبر البقول"(متى 13: 32). قال أيضاً: "أن ملكوت الله هو الزرع ينبت وينمو ويعطي ثمارا كثيرة" يسوع بشّرنا بالملكوت. من وجد يسوع وجد الملكوت. يسوع هو الملكوت.

    س 3: لكن كيف اعرف أني وجدته؟
    ج: هل شعرت يوما في لحظات مميزة من حياتك انك تفيض سلاما وفرحا، انك تعيش سعادة حقيقية؟

    س 4: لكني لم افعل شيئا لأحظى بهذه السعادة.
    ج: ذقتَ بواكير الملكوت. كنتَ في ذلك الوقت مستعدا، منفتحا أمام يسوع. فتح لك باب الملكوت وأدخلك إليه.

    س 5: كيف نبحث عن الملكوت، واين، والحياة اليومية تأخذ كل وقتنا؟
    ج: قال يسوع: "اطلب أولاً ملكوت الله وبرّه وكل شيء يزاد لك" (إنجيل متى 6: 33). لا تظن أن كل شيء يعطى لك هكذا، ان جعلت السيد نصب عينيك يسهل السعي.

    س 6: هل يسعى كل الناس للوصول الى ملكوت الله؟
    ج: لا. خلق الله الناس أحراراً، يقبلون الله أو يرفضونه بالحرية. نحن مسؤولون عن الذين يرفضون الله ونصلي من اجلهم. قال يسوع "هاأنذا واقف على الباب اقرع: إن سمع احد صوتي وفتح الباب أَدخل وأتعشى معه وهو معي" (رؤيا يوحنا 3: 20). يأتي يسوع إليك إذا أردت، غفلة، في لحظة لم تنتظره فيها، عندما تكون قد "طرحت عنك كل اهتمامات الدنيا".

    س 7: عظيم! لكن ما علي ان افعل؟
    ج: تذكر مثل الزارع في إنجيل متى (13: 3-23). لا ينبت الزرع إلا في الأرض الخصبة. لذلك يجب إعداد الأرض: نزع الشوك والأعشاب. أرضك طيبة لكن الخطايا واهتمامات الدنيا تمنع الزرع من النمو. عليك نزع كل ما يعيق نمو كلمة الله فيك.

    س 8: لكن أين ارضي لأعدها؟
    ج: أرضك في قلبك لأن "ملكوت الله في داخلكم" (إنجيل لوقا 17: 21). هناك ابحث عن حديقتك وكن مستعدا. ليس الإعداد سهلا، فهو يتطلب الوعي والصبر والمثابرة. سنتكلم عن كل ذلك في زيارتك القادمة.

    معنى الميلاد

    س 9: الكل يهيئون الشجرة والهدايا والزينة في الشوارع وبابا نويل امام المخازن هل هذا هو معنى العيد؟
    ج: وما علاقة كل هذا بيسوع المسيح الفادي؟ لقد أصبحنا عبيداً للهداية والزينة ولم نعد نهتم بالمعنى الحقيقي للعيد بسبب الاستغلال التجاري للمناسبة والإفراط في الأكل والشرب وبابانويل والهدايا. ليس الاهتمام الزائد بكل هذا سوى عبادة اوثان جديدة. المسيح الإله الحي يأتي الينا ليقودنا إلى الآب ويصالحنا معه. يبحث عنا مثلما يبحث الراعي عن الخروف الضائع وكما تبحث الأرملة عن الدرهم الذي فقدته، لنستعيد الصورة الالهية فينا. ونحن ما مكانة المسيح عندنا؟ شخص صغير في مغارة من الورق؟

    س 10: هذا أحد مظاهر العيد لكنه لا ينطبق على الكل. العائلات تجتمع في العيد ويفرح اعضاؤها معا ويعبّرون عن المحبة بالهدايا. في مدرستنا نتذكر الفقراء ونقدم لهم الهدايا.
    ج: كل هذا جيد لكن أن فهمنا أن الميلاد يعلّمنا أن نحب الفقراء ونخدمهم، فلنرجع قبل كل شيء الى يسوع المسيح. هو وحده يعلّمنا محبة الفقراء لا لمجد نبتغيه ولا من اجل مواقف اجتماعية لكن من اجل محبة الإنسان كما أحبّه يسوع. يسوع المسيح هو أول الفقراء، لم يفتقر احد مثله إرادياً، كليّاً. لا ننس أبدا انه ابن الله، "الذي لم يحسب مساواته لله غنيمة بل أخلى ذاته آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس" (فيليبي 2 :6-7). لما اتخذ طبيعتنا البشرية رفضه الكل. لم يوجد له مكان في المنزل فوُلد في مذود الحيوانات. بعد ذلك اضطر على الهرب إلى مصر فصار فقيرا مهجَّرا.

    س 11: نعم، هرب مع أمه مريم ويوسف من وجه هيرودس الملك الذي قتل آلاف الأطفال ليموت يسوع بينهم.
    ج: هذا صحيح. لكن لنكمل معنى العيد: الميلاد عيد السلام للجميع، للمؤمنين بيسوع المسيح، للذين نسوه وللذين لم يعرفوه. عيد الميلاد رمز السلام على الأرض والمحبة بين الناس. يسوع المسيح هو أمير السلام "وسلامه ليس له حد" (اشعيا 9: 5-6) اي انه لا ينتهي لأن مملكته لن تسقط مثل ممالك العالم والحكومات.

    س 12: يحل السلام في عيد الميلاد. قرأت أن الحروب تتوقف لمدة 24 ساعة في عيد الميلاد.
    ج: هذا جيد. لكن السلام الذي يقرره الناس ينتهي، أما سلام المسيح فلا نهاية له، سلام المسيح يُدخلنا منذ الآن في ملكوته الآتي. لنتعلّم اليوم ان نحمل سلام المسيح فينا، ولنستمع مع الرعاة إلى ترتيل الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" (لوقا 2:41). معاني العيد كثيرة ذكرنا اثنين منها : السلام ومحبة الفقراء. نفهم معانيها في شخص يسوع لأنه هو السلام وهو أفقر الفقراء. لنصر شهودا لهذه المصالحة العظيمة بين السماء والأرض، بين الله والناس.

    التقليد

    س 13: ما معنى التقليد؟ سمعت الكاهن يقول ان التقليد حي, كيف يكون ذلك؟
    ج: صحيح ان التقليد حي. ليس التقليد ان نكرر ما قاله آباء الكنيسة, التقليد هو ان نتشبه بهم, ونعمل ما عملوه: ان يكون عملنا خلاّقا مثلهم, وان ننفتح على المسائل المطروحة في زمننا الحاضر, ونعالجها بناء على ايماننا. اذا فتحنا قاموس اللغة العربية نجد ان كلمة تقليد تأتي من فعل "قلّد" اي وضع قلادة على عنق الآخر, سلَّمه شيئاً, حمّله حِمْلا او مسؤولية. بهذا المعنى استلم الرسل من الميسح وسلّموا. "تسلَّمتُ من الرب ما سلَّمْتُكم ايضا", هكذا يقول الرسول بولس الى اهل كورنثوس في حديثه عن الإفخارستيّا.

    س 14: اذاً التقليد يتغيّر مع الزمن.
    ج: لا, لا يتغيّر التقليد بمضمونه الاساسي, يتغيّر التعبير عن هذا المضمون ليفهمه كل الناس من كل جيل. التقليد هو انتقال الحياة في المسيح, والايمان به منه الى التلاميذ ومنهم الى من خلفهم جيلا بعد جيل. التقليد الكنسي حَدَّد اسفار الكتاب المقدس القانونية, اي الكتب التي قبلتها الكنيسة. دستور الإيمان تعبير عن التقليد. قرارات المجامع المسكونية تعبير عن التقليد. يظهر التقليد الكنسي ايضا في العبادات وكتابات الآباء وفي الأيقونات وسِيَر القديسين.

    س 15: كل هذه تقاليد عديدة
    ج: لا التقليد الكنسي واحد, هو ايماننا بيسوع المسيح. اما مجموعة العادات التي يتناقلها الناس فلا علاقة لها بالتقليد الواحد ولو كانت ذات طابع ديني. ليس سهلا ان نميّز دائما بين الاثنين.

    س 16: هلاّ أَعطيتني مثالا يُساعدني؟
    ج: ان نقيم القداس الالهي ونتناول جسد الرب ودمه, هذا من جوهر التقليد. هذا امر اساسي لا يمكننا التخلي عنه. اما ساعة اقامة القداس فأمر يمكن تكييفه ليشترك الكل في القداس. قال احد اللاهوتيين الارثوذكسيين ان التقليد شهادة الروح القدس, اعلان الإنجيل الذي لا يتوقف. ليس التقليد احداثاً وأقوالاً حُفظت بالذاكرة، مكان سكنى الروح القدس.

    س 17: فهمتُ الآن، التقليد إحياء ما تعلَّمنا من الإنجيل والآباء لا ترداده فقط.
    ج: كلامك صحيح لكنه ناقص. ان بقي إحياء الماضي عملية ذكريات يكون عقيما. احياء ما سبق استعدادا للمستقبل هو التقليد الحقيقي الحي بالروح القدس. ولا يكون التقليد حيا دون الانفتاح نحو الابدية بحركة ديناميكية. غير ذلك ليس سوى هروب في الماضي واكتفاء بدراسة علم الآثار.

    السنة الطقسية

    تبدأ السنة الطقسية او السنة الكنسية في أول أيلول وتتألف من 12 شهرا تنتهي في 31 آب، ونحن نتبعها في حياتنا الكنسية. هذه السنة يقع أول أيلول يوم الأحد, ونعيّد فيه للقديس سمعان العمودي الذي جاءت عنه كلمة الراعي.

    س 18: لماذا لا نتبع السنة المدنية التي تتألف أيضاً من 12 شهرا؟
    ج: للسنة الطقسية معنى يختلف عن السنة المدنية فهي تتأسس على أحداث حياة السيد اي الأعياد السيدية. في السنة الطقسية ادوار مختلفة: دور الاعياد الثابتة مثل بشارة السيدة والميلاد والظهور الالهي ورقاد السيدة...الى آخره, ودور الاعياد المتنقلة أي التي يتغير تاريخها كل سنة وتدور كلها حول عيد الفصح مثل بدء الصوم والشعانين والصعود والعنصرة.

    س 19: كيف يحدد تاريخ عيد الفصح؟
    ج: يحدد تاريخ عيد الفصح حسب مبدأ اقرّه المجمع المسكوني الأول المجتمع سنة 325 في مدينة نيقية: يعيّن الفصح في الأحد الأول بعد القمر البدر بعد الاعتدال الربيعي في 21 آذار.

    س 20: كيف نحتفل ببدء السنة الطقسية؟
    ج: يقام القداس الإلهي وترتل ترنيمة السنة الجديدة: " يا مبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعتَ الأوقات والأزمنة بذات سلطانك, باركْ إكليل السنة بصلاحك يا رب, وأحفظ بالسلامة عبيدك المؤمنين، بشفاعات والدة الإله, وخلصْنا ". بعد القداس طلبة خاصة نطلب فيها من " الرب إلهنا ان يؤهلنا لان نجوز هذه السنة المقبلة بسيرة مرضية لعزته الإلهية... وان يجعل السنة المقبلة سنة خير ورفاه بإرسال الأمطار في أوقاتها واعتدال الفصول... ويوطد روح السلام في العالم اجمع ويؤيد الكنيسة المقدسة".

    البخور في الكنيسة

    س 21: ما هو البخور, ولماذا يُستعمل في الكنيسة؟
    ج: البخور مادة صمغية تفوح منها، عند احتراقها، رائحة عطرية طيبة. تذكر ان المجوس لمّا أتوا الى بيت لحم ليسجدوا للإله –الإنسان الطفل المولود يسوع قدّموا له ذهباً ولُباناً ومرا. واللبان هو اسم آخر للبخور. لهذه الهدية معنى لأن تقديم البخور ليسوع اعتراف بأنه اله.

    س 22: هل منذ ذلك الحين يُحرق البخور في الكنيسة؟
    ج: تقديم البخور لله قديم جدا, نقرأ في سفر الخروج (30: 36 – 37) أن الرب قال لموسى أن البخور الذي يُحرق على المذبح "نقي ومقدَّس, مخصص لله", ونقرأ أيضا أن الله نبّه النبي ارميا (الإصحاح 7) ان تقدم البخور للبعل (أي للأصنام) خيانة للإله الحقيقي. واستمرت الكنيسة تقدّم البخور في كل الصلوات.

    س 23: أرى الكاهن يبخرّ الأيقونات, لماذا؟
    ج: نعم يبخّر الأيقونات لكنّه يبخر كل الموجودين في الكنيسة. الأيقونات حضور الذين ذهبوا, ونحن معهم نؤلف الكنيسة جماعة المؤمنين, شركة القديسين. وجوه المصلّين لها معالم الأيقونة كلّها مشدودة نحو الملكوت. الخلاصة ان تقديم البخور وحرقه في الكنيسة والتبخير كله صلاة وتقدمة وسلام وتسبيح. في اول صلاة السحر في نهاية التبخير يرفع الكاهن المبخرة فوق الانجيل ويقول:"المجد للثالوث القدوس المتساوي في الجوهر المحيي غير المنقسم....", وعندما نرتل المزمور 140 في صلاة الغروب او في بدء القداس السابق تقديسه ونقول "لتستقيم صلاتي كالبخور أمامك وارتفاع يديَّ ذبيحةً مسائية" نفهم معنى البخور والتبخير.

    الذبيحة الإلهية

    س 24: ما معنى "التي لك مما لك نقدمها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء" التي نسمعها في القداس الإلهي.
    ج: بهذا القول نقرّ أن كل ما لدينا هو من الله ولا يمكننا أن تقدم له أي شيء لم يأت منه. تقديم الذبائح امر قديم جدا, قايين وهابيل قدّما ذبيحتيهما لله (تكوين 4: 3 – 4) الذي قبل ذبيحة هابيل ورفض ذبيحة قايين. وبقي الشعب الإسرائيلي, في كل تاريخه, يقدم الذبائح لله مثل البواكير والعشر والتكفير عن الخطايا. كانوا يقدّمون الحيوانات أو محصول الأرض, لكن هذه التقدمات كلها لم تكن سوى صورٍ عن الذبيحة الواحدة الخلاصية التي قدّم بها الرب يسوع نفسه " من اجل خلاص البشر".

    س 25: المسيحيون لا يقدمون الحيوانات ذبائح.
    ج: لا حاجة للذبائح الدموية بعد لأن المسيح قدّم نفسه ذبيحة. صار هو الحَمَل المذبوح الذي افتدانا بدمه (عبرانيين 9: 15 – 28). المطلوب منا تقديم "ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بطرس 2: 5), وكلما أقيم القداس يقدّم يسوع المسيح نفسه ذبيحة عنا.

    س 26: ونحن ماذا نقدّم؟
    ج: بعد دستور الإيمان يقول الكاهن " لنصغِ لنقدم بسلام القربان المقدس", وبعدها يذكر العشاء الأخير الذي تناوله يسوع المسيح مع تلاميذه وقوله لهم عند كسر الخبز:" خذوا كلوا هذا هو جسدي" ثم عند شرب الخمر: " اشربوا منها كلكم هذا هو دمي". ثم يذكر الكاهن كل ما جرى من اجلنا: " الصليب والقبر والقيامة ذات الثلاثة الأيام والصعود الى السموات والجلوس عن الميامن والمجيء الثاني المجيد أيضاً" ويكمل:" التي لك مما لك...". بعد ذلك استدعاء الروح القدس " علينا وعلى هذه القرابين" الخبز والخمر يتحولان جسدَ المسيح ودمَه.

    س 27: كيف نتذكر المجيء الثاني مع الأمور التي جرت من اجلنا والمجيء الثاني امر سيحصل في المستقبل؟
    ج: الذكر يعني ان الروح القدس اذا استدعيناه في القداس يجعل المجيء الأول (الصلب والقيامة) حاضراً بيننا اليوم بكل مفاعيله الخلاصية. وذِكر المجيء الثاني يعني اننا باتحادنا بجسد يسوع ودمه نكون قد صرنا روحياً في المجيء الثاني. ذلك أن " سر الشكر هو النهار الذي لا بعده مساء". فسر الشكر يجعل كلاً من المجيء الاول والمجيء آنيّاً.

    النعمة

    س 28: أود أن أسأل اليوم عن نعمة الله.
    ج: سُئل احد المسيحيين الأرثوذكسيين مرة:"ما هي النعمة؟". فأجاب بعد تفكير, ولم يكن ملمّا باللاهوت, "النعمة هي المحبة". وان فتحنا القاموس نجد ان النعمة هي فضل الله او هبة يعطيها الله للناس من اجل الخلاص. ونجد المعنى ذاته عند الرسول بولس الذي يؤكد ان النعمة هي عطية الله التي تحتوي كل العطايا. اعطى ابنه "ليُظهر غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع, لأنكم بالنعمة مُخلَّصون بالإيمان, وذلك ليس منكم, هو عطية الله" (أفسس 2: 7 – Cool. ويقول ايضا الى تيموثاوس:"النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية, أُظهرت الآن بمجيء مخلصنا يسوع المسيح" (2 تيموثاوس 1: 9 – 10).

    س 29: إذن قبل المسيح لم يعطِ الله نعمته للناس.
    ج: قبل مجيء المسيح كان الله يُظهر نعمته على شعبه دون انقطاع. ففي العهد القديم كلام عن النعمة يرتبط بالرحمة والأمانة والبركة. الله إله رحيم ورؤوف, طويل الأناة وكثير الرحمة والوفاء, هكذا عرّف عن نفسه لما كلّم موسى الذي أجاب:"إن وجدتُ حقا نعمةً في عينيك سِرْ وسطنا" (خروج 34: 6 و Cool. النعمة عطية من الله, وعندما يتقبلها الانسان ينال حظوة امام الله ويستحق كل حسناته اي انه ينال النعمة.

    س 30: إذن ما الجديد بمجيء يسوع المسيح؟
    ج: نحن المسيحيين نؤمن بأن الله أعلن ذاته بيسوع المسيح الذي أتت به " النعمة والحق" (يوحنا 1: 17) من أجل خلاصنا. لما اتخذ المسيح جسدا وحمل الطبيعة البشرية مع طبيعته الإلهية أُعطيت النعمة مجانا وهي لا "تُشترى" بهذا العمل او ذاك. معنى ذلك ان الإنسان يستعد لتقبُّل النعمة بمحبة الله وتنفيذ وصاياه, بانفتاحه على الرب وإعطائه كل حياته. النعمة مصدر كل تغيير في الإنسان. النعمة التي يعطينا إياها الله ليست من جوهر الطبيعة الإلهية.هناك فرق بين النعمة وبين الطبيعة الإلهية التي لا يصل إليها إنسان لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي, لأنه لو وصل اليها لصار خالقا. لذلك يقول آباء الكنيسة ان الانسان يصل الى ما هو حول الجوهر الإلهي, إلى النعمة غير المخلوقة, حياة الله نفسه, فيشترك في الحياة الالهية. عندما نقرأ عند الرسول بطرس اننا نصير "شركاء الطبيعة الالهية" (2 بطرس 1: 4)هذا تعبير يعني أننا نشترك في الله ونصير أعضاء جسد المسيح. النعمة الإلهية نور ونار وباعتلانها للناس هي مجد الله.

    س 31: يقول الناس: الله مُنعم على فلان, أي انه غني. ما علاقة هذا بالنعمة الإلهية التي تتكلم عنها؟
    ج: لا علاقة للمال بنعمة الله. نعمة الله عطية روحية من اجل خلاصنا. ليست مصدر المال أو الجمال أو الوجاهة. عطية النعمة لا تحد ُّ حرية الإنسان, فهو يَقبل نعمة الله أو يهملها. إن قَبلَها يعمل مع الله, وقد استعمل العهد الجديد فعلاً واحداً للدلالة على تعاون الإنسان مع الله. يقول الرسول بولس "نحن عاملان مع الله " 1كورنثوس 3: 9).لا يُعمل شيء دون معونة الله, وعلى الإنسان أن يساهم في هذا العمل المشترك. وقد لخّص القديس كيرلّس الأورشليمي (القرن الرابع) هذا التعاون بقوله: "الله يمنح النعمة, عملنا ان نتقبلها ونحافظ عليها ".

    آباء الكنيسة

    س 32: اسمعك دائما تذكر آباء الكنيسة. في كل شرح تعود الى الآباء. من هم؟ هل هم القديسون؟
    ج: آباء الكنيسة قديسون سبقونا وتركوا لنا كتابات عديدة في شرح العقيدة الأرثوذكسية والدفاع عنها وفي تفسير الكتاب المقدس وغيرها. لا نسمّي كل الكتّاب المسيحيين آباء, الآباء الذين نحبّهم ونكرّمهم هم الذين دافعوا عن الإيمان الحقيقي في كل الظروف والاضطهادات والخلافات, وهم الذين عرفوا كيف يشرحون الإيمان بطريقة مفهومة لمعاصريهم. تعتبرهم الكنيسة آباء بسبب قداسة حياتهم ومكلنة تعليمهم.

    س 33: هل ذكرت لي اسماء بعضهم؟
    ج: طبعا وأنت تعرفهم: القديس اغناطيوس الأنطاكي القديس إيريناوس أسقف ليون, القديس غريغوريوس اللاهوتي, القديس باسيليوس الكبير, القديس يوحنا الذهبي الفم (وهؤلاء الثلاثة نسمّيهم "الأقمار الثلاثة"), القديس غريغوريوس النصصي، القديس يوحنا الدمشقي, القديس مكسيموس المعترف, القديس سمعان اللاهوتي الجديد, القديس غريغوريوس بالاماس وكثيرون غيرهم.

    س 34: كلهم من العصور القديمة. هل انتهى زمن الآباء؟
    ج: طبعا لا, سيظهر آباء في الكنيسة طالما الكنيسة حيّة والروح القدس يعمل فيها : القديس نيقوديموس الآثوسي (القرن الثامن عشر) جون رومانيدس (القرن العشرين) وكثيرون غيرهم.

    س 35: لماذا يهمّنا ان ندرس تعليم الآباء؟
    ج: لا ندرس الآباء كما ندرس اية مادة اخرى في المدرسة. ندرس تعاليمهم لأنهم شهود للإيمان, قدوة في السلوك, والأهم أننا نعرف منهم كيف عاشت الكنيسة الإيمان على مرّ العصور. لا يمكننا ان نقرأ الإنجيل وحسب ونقفز فوق خبرة الكنيسة. لا يمكننا ان نبقى أُمناء للإنجيل من دون ان نعرف كيف عاشه الآباء ودفعوا عنه. بدراسة الآباء نغطس في الخبرة الحقيقية التي عاشتها الكنيسة, الخبرة التي جعلت الآباء يكتبون ويعظعون في زمانهم, وهي الخبرة التي نستقي منها نحن الآن.

    قيامة الموتى

    مقدمة:
    وعدنا الرب يسوع المسيح بالحياة الأبدية. قال:"انا هو خبز الحياة النازل من السماء, من يأكل منه يحيا الى الأبد. والخبز أنا اعطيه هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم.... من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الابدية وانا أقيمه في اليوم الأخير" (يوحنا 6: 51 – 52). قيامتنا في اليوم الأخير نتيجة اشتراكنا في أسرار الكنيسة المقدسة والعيش حسب الإنجيل. من اعتمد وخُتم بالميرون بختم موهبة الروح اقدس وتناول كل احد جسدي المسيح ودمه, هذا يقوم من الموت الى الحياة التي لا نهاية لها مع الله. هذا ما ننتظره عندما نقول في دستور الإيمان:"اترجى قيامة الموتى".

    س 36: وهل من الممكن أن يقوم الميت؟
    ج: هذا ممكن بيسوع المسيح فقط. أعطى ذاته على الصليب من أجل حياة العالم. عندما نناول جسده ودمه نشترك معه في الصلب لنقوم في اليوم الأخير ونعيش معه. قيامة المسيح اعطتنا التأكيد أننا سنقوم. هو باكورة الأموات القائمين. لما رأيناه قد قام تأكدنا بملء الثقة اننا سنقوم ايضا مثلما يتأكد المزارع من موسم الفاكهة عندما يرى باكورة الثمار (أي الثمرة التي تنضج قبل سائر ثمار الموسم). المؤمن واثق من قيامته بالجسد لأنه واثق ان قيامة السيد حقيقة. وكلمة "اترجى " تعني انتظر حدثا اكيدا ولا تعني "آمل" ان يقوم الموتى. شرح هذا لنا الرسول بولس في مطلع رسالته إلى أهل كولوسي, اذ قال:"هو البكر من بين الأموات... يصالح به ومن اجله كل موجود مما في الارض ومما في السموات وقد حقق السلام بدم صليبه. قد صالحكم الله الان في جسد ابنه البشري, صالكم بموته ليجعلكم في حضرته قديسين لا ينالكم عيب ولا لوم, ذلك اذا ثبتم على الايمان" (كولوسي 1: 18, 21 – 23).

    س 37: افهم من كلامك ان ارواح الاموات ستقوم في يوم الدينونة؟
    ج: لا, تقوم الارواح والاجساد معا, كل شخص في جسده اياه. هذا الجسد الفاني الذي وضع في القبر يحييه المسيح ويصير جسدا نورانيا عديم الفساد. يقول الرسول بولس:" اما نحن فموطننا في السموات ومنها ننتظر مجيء المخلّص الرب يسوع المسيح الذي سيغير هيئة جسدنا الحقير فيجعله على صورة جسده المجيد"(فيليبي 3: 2- 21) ويوضح أيضاً في موضع آخر: "لكن يقول قائل كيف يُقام الأموات وبأي جسم يأتون؟ يا غبي! الذي تزرعه لا يُحيا ان لم يمت. والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي. ولكن الله يعطيها جسما كما أراد... هكذا أيضاً قيامة الأموات. يُزرَع في فساد ويُقام في عدم فساد, يُزرع في هوان ويُقام في مجد, يُزرع في ضعف ويُقام في قوة, يُزرع جسماً حيوانياً ويُقام جسماً روحانياً... وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي" (1 كورنثوس 15: 35- 49).

    الله الضابط الكل

    مقدمة:
    انت تعرف دستور الإيمان: "أؤمن بإله واحد آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض". هكذا يعبّر كل واحد منا عن إيمانه بالله. كثيرون يرددون كلمات دستور الإيمان دون فهم معانيها. معنى الضابط الكل انه يمسك كل شيء، أن كل الخليقة تستمد وجودها منه: الإنسان والحيوان والنبات والجماد, كل شيء. الله خلق الكل من العدم وهو يحفظ الكل. ليس الله إلها نظّم مادة كانت موجودة قبلا أو رتّب الفوضى كما ظن الوثنيون. الله خلق كل شيء, أعطى الخليقة بدءا. الله مبدأ الحياة ومصدرها. وحده كان موجودا قبل خلق العالم. اسمع كيف يبدأ الكتاب المقدس: "في البدء خلق الله السماء والأرض" (تكوين1:1). وفي سفر الأمثال: "من الأزل أُقمتُ من الأول من قبل أن كانت الأرض" (8: 23). وتعرف بدء إنجيل يوحنا: " في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله (1:1)

    س 38: رأيت أيقونة ليسوع المسيح مكتوب عليها:"الضابط الكل" وانت قلت الآن ان الآب هو الضابط الكل. كيف يكون ذلك.
    ج: يكون ذلك لأن الله واحد، الآب والابن والروح القدس واحد. خَلْق العالم عمل الثالوث. الكلمة الخالق والروح المحيي يعملان مع الآب. الابن والروح هما في الآب اله واحد في اشخاص ثلاثة. الروح يعطي الحياة للكل وكلمة الله يخلق كل شيء من العدم بكلمة منه. لنكمل قراءة بدء انجيل يوحنا عن المسيح:" كان في البدء لدى الله. به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس" (1: 2- 4). المسيح هو الله, وهو الخالق وهو الضابط الكل. تُرسم أيقونة المسيح الضابط الكل على قبة الكنيسة وتظهر يده كبيرة قوية تمسك الكل وتحفظهم.

    الرحمة

    هل تعلم ان اكثر ما نطلبه من الله هو الرحمة؟ من يصلي يقول المزمور الخمسين مرة كل يوم على الاقل, "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك..." ونردد في الكنيسة بعد كل طلبة:" يا رب ارحم ", ونسمع الكاهن يقول: "لانك رحيم ومحب للبشر...".

    س 39: تعلَّمْنا المزمور الخمسين, ونقول ايضا عن الميت: " الله يرحمه". وانا اعرف ان من يصلي صلاة يسوع يقول دائما: "يا يسوع ابن الله ارحمني انا الخاطىء",
    ج: معنى الرحمة غني جدا فهي هذا الحنان الذي يأتي من داخل الانسان من الأحشاء, ويشمل مغفرة السيئات والصبر على الآخر والرأفة به والمحبة التي لا تُخذَل. واذا فتحنا القاموس نجد ان كلمة "رحمة" وكلمة"رحم" هما من نفس الجذر, والرحم هو المكان الذي ينمو فيه الجنين في حشا امه.

    س 40: في المزامير يكثر الكلام عن الرحمة وعندما نرتل المزمور 135 نكرر بعد كل آية:" لأن الى الأبد رحمته".
    ج: ليس في المزامير فقط. كل العهد القديم مليء بصرخات الخطأة يطلبون الرحمة. الله قال عن نفسه لموسى انه:" اله رحيم ورؤوف، طويل الأناة كثير الرحمة والوفاء، يحفظ الرحمة لألوف". لكنه يطلب بالمقابل ان يبقوا أوفياء له.

    س 41: هذا مطلوب منا أيضاً نحن المسيحيين.
    ج: يختلف الوضع بعد مجيء المسيح. رحمة الله لنا عطية مجانية, عطية الآب " ابي المراحم" (2 كورنثوس 1: 3) الذي لم يهمل خليقَته الساقطة بل أَرشدَها بالناموس والأنبياء وافتداها بابنه الوحيد الذي مات على الصليب من اجلنا" ونحن بعد خطأة" (رومية 5: Cool. وفي رسالة يوحنا الرسول الاولى عن المحبة يقول: "...بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك (يسوع المسيح) وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لأجل الاخوة. وام من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجا وأَغلق أحشاءه عنه(يعني لم يرحمه) فكيف تثبت محبة الله فيه؟" (1 يوحنا #: 16- 17).

    س 42: نعم الله يرحمنا ان رحمْنا الآخرين، وهو قال في التطويبات: "طوبى للرحماء فانهم يُرحمون".
    ج: اوصانا يسوع أيضاً" كونوا رحماء كما ان أباكم أيضاً رحيم" (لوقا 6: 36). وقال أننا سنُدان على هذا الأساس كما جاء في انجيل الدينونة(متى 25: 31-46), وهو الإنجيل الذي يُقرأ في احد مرفع اللحم قبل الصوم ويقول فيه الرب للصالحين: "تعالوا يا مباركي ابي، رثوا المُلكَ المعَدَّ لكم منذ انشاء العالم, لأني جعت فأطعمتموني, عطشت فسقيتموني....كل ما فعلتم بأحد اخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم". اخوته الصغار هم الفقراء والرحمة ليست مجرد كلمة تقال بشكل عابر, هي فعل نفعله او لا نفعله ونحاسَب عليه.

    النبوءات عن مجيء المسيح

    نعرف من كتابات الأنبياء أن المسيح المنتظَر هو من نسل داود النبي والملك. ويتنبأ إرمياء النبي بالتجسد الإلهي قائلا:"...تراءى على الأرض وتردد بين البشر....كل من تمسّك به له الحياة, والذين يهملونه يموتون". ويقول لنا النبي ميخا أن المسيح سيولد في بيت لحم مثل داود (5: 2). ونقرأ عند النبي دانيال أن كل الممالك تفنى وتنقرض إلا مملكة الله التي تثبت الى الأبد (2: 31 – 45). تكلّم الأنبياء عن مجيء المسيح ليعظوا الشعب ويردّوهم عن عبادة الأوثان. هل استمعت الى قراءة النبوءات في اليوم الذي يسبق عيد الميلاد؟

    س 43: نعم سمعت القارئ يقول:"قراءة من سفر إشعياء النبي", لكني لم أفهم ما يقرأ.
    ج: النبي إشعياء هو الذي تكلّم كثيراً عن مجيء المسيح وقال شيئا غريبا لا يقبله العقل البشري. قال:"ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً ويُدعى اسمه عمّانوئيل (الذي تفسيره الله معنا)"(7: 14). وفي مكان آخر يصف المسيح الآتي قائلا:"قد وُلد لنا صبيّ وأُعطي لنا ابن...دُعي اسمه رسول الرأي العظيم...إلهاً قويا رئيس السلام"(9: 6 – 7). وكشف لنا اشعياء أيضاً أن المسيح هو رجل الأوجاع, الخادم المتألم الذي يحمل احزاننا ويتحمّل أوجاعنا, وهو مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا (الإصحاح 53).

    س 44: يتكلّم النبي اشعياء هنا عن آلام المسيح وان المسيح حَمَلُ الله الحامل خطايا العالم.
    ج: هذا صحيح, لكني اريد أن أُبيّن لك أن اشعياء قال الكثير عن مجيء المسيح, وهو يعرف ان الروح القدس يسكن في هذا الخادم المتألم:"روح الرب عليّ لأن الرب مَسَحَني (أي جعَلني مسيحياً) لأبشّر المساكين, أَرسلني لأعصب منكسري القلب, لأنادي للمأسورين بالحرية" (61: 1).

    س 45: هل تحققت النبوءات كلها بيسوع المسيح؟
    ج: نعم تحققت. فبعد 900 سنة على موت داود أتى الملاك جبرائيل مرسَلا من الله إلى الناصرة وقال لعذراء تُدعى مريم ان الروح القدس سيحل عليها وانها ستلد ابناً يكون ابن الله العلي.

    س 46: كيف صَدّقَتْ مريم العذراء كلام الملاك؟
    ج: كانت مريم تعرف الكتب المقدسة, وكانت عالمة بالنبوءات عن المسيح, وكانت تنتظره مثل كل الشعب اليهودي. لما قالت للملاك:"نعم, ليكن لي حسب قولك", تكلّمت مريم باسم كل البشرية وصار الله إنساناً من اجل خلاصنا.

    القربان

    س 47: ما معنى القربان؟
    ج: تأتي كلمة قربان من فعل قرَّب أي قدَّم. القربان هو التقدمة التي نقرّبها في القداس الإلهي أي الخبز والخمر اللذين يستحيلان إلى جسد المسيح ودمه. كانت التقدمة في العهد القديم حيواناً يذبح او ثماراً من الأرض. أما الآن وقد جاء المسيح وقدّم نفسه ذبيحة من اجل خلاصنا وصار هو الحمل المذبوح, فلا حاجة بعد إلى ذبائح دموية لأننا قد افتُدينا. المطلوب منا أولاً أن "نقدّم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" كما قال الرسول بطرس(1 بطرس 2: 5), وهي "عيشة نقية مقتناة بالتوبة" كما نقول في صلاة النوم الكبرى.

    س 48: لكننا نسمّي الخبز المقدَّم قربانا ولي الخمر.
    ج: اعتاد الناس على تقديم الخبز أكثر من الخمر فسمّوه قربانا والخبزة الواحدة قربانة. لكن الكاهن يرفع التقدمة في القداس الإلهي خبزا وخمرا وينبّهنا قبل رفع القرابين قائلا: لنقف حسنا, لنقف بخوف, لنصغِ, لنقدّم بسلام القربان المقدس", فيجيب المرتلون:"رحمة سلام ذبيحة التسبيح". يستحيل الخبز والخمر جسد المسيح ودمه ونتناول منهما.

    س 49: مم يتألف القربان؟ ومن يقدّمه؟
    ج: القربان خبز يتألف من طحين القمح والماء مع الخميرة. تُمنع زيادة اية مادة اخرى مثل السكر أو ماء الزهر أو غيرها. يصنع المؤمنون القربان ويقدّمونه إلى الكنيسة قبل القداس.

    س 50: ماذا يصنع الكاهن بالقربان؟
    ج: قبل القداس يأخذ الكاهن قربانة ويقطع الحمَلَ أو الجزء المربع من القربانة حيث كُتب بالطابع "يسوع المسيح الغالب"بالحروف اليونانية, ويضعه على الصينية, ويضع حوله اجزاء صغيرة أُخذت من القربانات الأخرى يذكر فيها والدة الإله والملائكة والقديسين والأحياء والأموات. ثم يسكب خمرا وماء في الكأس ويعدّها لتصير دم المسيح. أثناء التقدمة يقول الكاهن آيات من نبوءة اشعياء (الاصحاح 53) تشير إلى آلام المسيح وصلبه.

    س 51: ماذا يصنع الكاهن بالقربانات التي لم تستحِل إلى جسد المسيح؟
    ج: يباركها الكاهن بعد الاستحالة وتوزع على الشعب في آخر القداس.

    س 52: هل توزع للذين لم يتناولوا و بدل المناولة؟
    ج: لا يحل شيء محل المناولة. تسمّى القربانة التي توزع باليونانية "بدل التقدمة" Antidoron أي ما يرجع إلينا من القربان الذي قدمناه بعد اخذ الجزء الذي سيقدس منها.

    الأبدية

    س 53: ما معنى أن نقول عن يسوع المسيح انه: "...مولود من الآب قبل الدهور"؟
    ج: عندما نقول: "مولود من الآب قبل كل الدهور", لا نعني فقط انه مولود قبل كل الخليقة بل انه مولود خارج الزمن. الابن أبدي مع الآب أي انه مساوٍ له في الجوهر ومشارك في الأبدية. الزمن شيء مخلوق ابتدأ مع الخلق, أما الأبدية فتفوق أو تتجاوز المخلوق. لكننا نقرأ أيضاً في مطلع إنجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة". هذا "البدء" لا يعارض " مولود قبل الدهور". انه أيضاً خارج الزمن لأن الكلمة, المسيح الله, " كان وهو كائن وسيكون" (رؤيا 1: Cool منذ الأزل.

    س 54: ما معنى الأبدية؟
    ج: عندما نقرأ في الإنجيل كلمة السيد:" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا 8: 58), نلاحظ انه قال " أنا كائن" وليس " أنا كنتُ". هذا " الخطأ" الظاهري في استعمال الفعل يعطينا فكرة عن سر الأبدية التي تتجاوز مقاييس الوقت والزمن. " أنا كائن" يعني موجود على طول لا بدء له ولا نهاية.

    س 55: إذاً الأبدية عكس الزمن !
    ج: لا يمكننا ان نقول ان الأبدية عكس الزمن كما نقول ان طويل عكس قصير. ليست الأبدية جمودا بلا حركة لأنها تفوق الثبات والتغير في آن. لا تنفي الأبدية التاريخ لأن الله تجسد في التاريخ في مكان وزمان معينين. عند المجيء الثاني للسيد سيتجلّى الزمن مع الإنسان وكل المخلوقات. عندئذ سيكون عالم جديد وسماوات جديدة وزمن جديد. ويبقى الله " لأنه هو الإله الحي القيّوم للأبد وملكه لا ينقرض وسلطانه إلى المنتهى" (دانيال 6: 27).

    انتظار المسيح

    ابتدأ صوم الميلاد في 15 تشرين الثاني ومعه ابتدأت فترة انتظار ميلاد المسيح. نبدأ بتراتيل الميلاد فنقول في صلاة السحر "المسيح ولد فمجدوه.."وفي القداس "اليوم العذراء تأتي الى المغارة...". سنحفظ تراتيل الميلاد هذه ونتمرن على إنشادها. هكذا أيضاً انتظر أهل العهد القديم مجيء المسيح المخلّص منذ آدم مرورا بالأجداد والأنبياء في تاريخ طويل.

    س 56: لكن آدم وحواء ابتعدا عن الله بالخطيئة وطُردا من الفردوس.
    ج: نعم, لكن الله لم يتوقف عن محبتهما ولم يقطع أمل عودتهما إليه إذ قال أن الذي سيغلب الشيطان يأتي من نسل المرأة. ويبدأ تاريخ علاقة الله بالبشر. الله يُعلن عن نفسه للناس, يعقد معهم عهود محبة, يبتعد الناس عن الله, يتوبون ويعودون إليه. أول عهد كان مع نوح الذي خلّص من الطوفان وبقيت الحمامة وغصن الزيتون وقوس القزح علامات المصالحة مع الله. وتتوطد العلاقة مع إبراهيم واسحق ويعقوب هذا الذي سمّاه الله "إسرائيل" ومعنى الاسم "الله يقاوم, الله قوي" (تكوين 32: 28 – 30). وصار إسرائيل شعب الله, لأن الله عرفه وأحبّه.

    س 57: لكن اليهود تركوا الله وعبدوا الأصنام.
    ج: هذا حصل لاحقا لما أخرج موسى الشعب من العبودية في مصر واستلم الوصايا العشر من الله, وقطع الله عهدا مع الشعب المؤمن به ووعدهم بمخلص. لكن اليهود, باختلاطهم مع الشعوب الاخرى عبدوا آلهتها وطلبوا لأنفسهم ملكا أرضيا غير الله. مع ذلك حفظ الله محبته لشعبه وسمح ام يكون لهم ملك لأن الله أب محب يستعمل انحرافات شعبه ليحقق غايته, والغاية هي خلاص البشر. ثم اختار داود النبي ملكا ومسحه الكاهن صموئيل بالزيت فصار صورة للمسيح المنتظر. كلمة مسيح باللغة العبرانية تعني من أخذ مسحة الروح القدس.

    س 58: داود الملك هو نفسه كاتب المزامير. أليس كذالك؟
    ج: نعم وهو تنبأ ان المسيح الذي سيأتي بعده هو أعظم منه ويسميه "الرب". كان الشعب قبلا ينتظر الخلاص والآن صار ينتظر شخصاً هو المسيح المخلّص الذي تكلّم عنه الأنبياء, وبقي الرجاء بالخلاص جيلا بعد جيل بالرغم من خيانات البشر لعهد الله وابتعادهم عنه بالخطيئة.

    المطانية – التوبة

    س 56: ما معنى كلمة مطاينة ولماذا نطلقها على السجدات في صلاة الصوم؟
    ج: مطاينة كلمة يونانية تعني تحوّل النفس, التوبة, الندم عن الخطأ والعودة إلى الله. هي العودة او بالأحرى تغير الاتجاه وتغير وجهة النظر, وهذا التغيير الداخلي يحصل بالتوبة. نقرأ في حزقيال النبي (33: 11) ان الله لا يطلب موت الخاطىء لكن "ان يتوب ويحيا".

    س 57: كل إنسان يخطئ وأحيانا يتوب, لكن كيف يتوب؟
    ج: بالخطيئة يفصل الإنسان نفسه عن الكنيسة, وبالتوبة يعود إليها مثلما عاد الابن الضال إلى أبيه. في الكنيسة سر لإتمام العودة إلى الله بعد الندم على الخطيئة هو سر التوبة, فيه نعترف بخطايانا ونتركها ونتقبّل نعمة الغفران من الله بواسطة الحل على يد الكاهن.

    س 58: لكنك لم تقل شيئا عن المطانيات في الصوم؟
    ج: كان لا بدّ ان نفهم أولاً المعنى الروحي للمطانية إي التوبة, وبما ان الكنيسة الأرثوذكسية تشدد على وحدة النفس والجسد, يعبّر المؤمنون فيها عن توبتهم وشعورهم بعظم رأفة الله عليهم ليس فقط بتحوّل النفس لكن بحركات جسدية هي السجدات التي نسميها مطانية. نقول مطانية صغيرة عندما ينحني المؤمن ويلمس الأرض بيده اليمنى, ومطانية كبيرة عندما يركع وينحني ويلمس الأرض بجبينه.

    نحن شهود لقيامة المسيح

    س 59: قرأت الآية التالية من العهد الجديد ولم أفهم لماذا سألوه: "يا رب هل في هذا الوقت تَرُدّ الملْكَ لإسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم ان تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه". ما معنى جواب يسوع، وما علاقته بسؤال التلاميذ؟
    ج: كان اليهود، ومنهم تلاميذ يسوع، ينتظرون المسيح المخلّص على أمل ان يعيد مملكة إسرائيل إلى عزّها السابق كما في أيام داود الملك. ولم يفهم التلاميذ، حتى بعد قيامة يسوع، ان مُلك المسيح الآتي ليس مملكة على الأرض لكنه بالحقيقة الدخول مع المسيح الى بيت أبيه، إلى ملكوت الله. ألا تَذْكُرُ ان يسوع قال لتلاميذه مساء الخميس العظيم: "في بيت أبي... أنا أمضي لأُعِدّ لكم مكانا. وإن مضيتُ وأعددتُ لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم اليّ حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضاً" (يوحنا 14: 2-3). قبل ان يصعد الى السماء أعطى يسوع مهمّة لتلاميذه، هل تعرف ما هي؟

    سر الصليب

    س 60: متى تعيد الكنيسة لرفع الصليب؟
    ج: تعيد الكنيسة في 14 أيلول لرفع الصليب.

    س 61: قال يسوع : "يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34). إذاً يسوع يطلب المغفرة للذين صلبوه ليعلمنا أن نغفر.
    ج: ليس هذا فقط لكنه يغفر لكل خاطئ لأن الرب "حمل خطايا كثيرين وشفع في معاصيهم" كما قال اشعياء النبي (53: 12). قال يسوع أيضاً: "الهي الهي لماذا تركتني" (متى 27: 46 - مرقس 15: 34). هذا مطلع المزمور 21، ويسوع كان يصلّي المزامير باستمرار. صرخة يسوع هذه قمة التخلي عن ذاته وليست صرخة يأس. أنصحك بقراءة المزمور بكامله، وسترى كيف ينطبق على صلب يسوع على الجلجلة. هو الإله التام صار إنساناً وحمل كل آلام البشر وضعفاتهم وقَبِلَ الموت طوعا ليخلص الإنسان ويمكّنه من القيامة.

    س 62: ماذا عن قوله "في يديكَ أَستودعُ روحي" (لوقا 23: 46)؟
    ج: هذا ايضا قول من المزامير (مز 30: 6). قاله يسوع بصوت عظيم كالقول السابق كما نقرأ في انجيلي متى ولوقا. هذا القول تعبير عن ثقة يسوع بالآب.

    س 63: قال يسوع أيضاً للص الذي تاب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 43). صُلب يسوع بين لصين. تحدّاه احدهما قائلا: "ان كنتَ انت المسيح خلِّصْ نفسَك وخلِّصْنا". هذا لم يتب. أما اللص الآخر الذي كان مجرما مثل صاحبه، فاعترف بخطاياه وتاب قائلا: "اما نحن فبعدل لأننا ننال جزاء ما فعلنا". لم يقبل يسوع اللص الأول، وقَبِلَ الثاني لأنه تاب.
    ج: فعلا قَبِلَه لأنه تاب، لكن اللص التائب ذهب ابعد من التوبة لأنه عرف، بفعل ايمان عظيم، ما هو الملكوت، وفهم ان يسوع المصلوب المهان المائت هو الرب والملك اذ قال: "اذكرني يا رب متى اتيتَ في ملكوتك".
    في كلمات يسوع على الصليب تعليم لنا: نتعلّم الثقة بالآب وتسليم ذواتنا له، ونتعلم التوبة الصادقة مثل اللص الشكور، ونتعلَّم ان نغفر لمن اساء الينا.

    الخطيئة والتوبة

    س 64: ما هي خطيئة زكا؟ لأني سمعت كثيراً عندما يقوم احد الواعظين بالوعظ حول الخطيئة والتوبة فيقوم بذكر اسم زكا.
    ج: كان زكا عشاراً أي انه مسؤول عن جباية الضريبة. عمله ليس خطيئة بحد ذاته، لكنه مناسبة ليظلم الناس ويقسو عليهم بسبب السلطة التي يتمتع بها. يرينا الإنجيل زكا باحثاً عن يسوع يريد ان يعرف عنه، ان يلتقي به فيتجاوز كل الصعوبات، يسأل عن مكان وجوده، يدفع الناس حوله ويصعد على الشجرة ليراه. هذا الاستعداد وهذه اليقظة الروحية والتوق إلى يسوع هي ما نتعلمه من زكا. هذه مرحلة تسبق التوبة وتقود إليها.

    س 65: العشار في مثل "الفريسي والعشار" كان يعرف انه خاطئ، وجاء إلى الهيكل تائبا يصلي. لكن الفريسي لم يتب، لماذا؟ أليس بحاجة للتوبة؟
    ج: طبعا هو بحاجة إلى التوبة أكثر من غيره. لكنه تكبّر على غيره واعتقد انه لا يمكن ان يخطئ لأنه ينفذ بعض الوصايا. هذا موقف شائع في ايامنا وخطيئته الكبرياء. نرتل في احد الفريسي والعشار "لنهربنَّ من كلام الفريسي المتشامخ، ونتعلّم بالتنهيدات تواضع العشار هاتفين إلى المخلّص اغفر لنا". هذا باختصار العبرة التي نأخذها من هذا المثل.

    س 66: قرأت ان الابن الشاطر عاش في الخطيئة تعيسا، لكن الأب غفر له بسرعة دون تردد. الأمر يختلف في إنجيل الدينونة الذي يُقرأ في احد مرفع اللحم حيث يعامل الرب الناس بقسوة، لماذا؟
    ج: الفرق بين الموقفين ان الابن الضال وعى وضعه التعيس واشتهى ان يعود إلى بيت أبيه فتاب عن الخطيئة. أما في إنجيل الدينونة فنرى الناس واقفين أمام الله غير واعين انهم قصّروا في المحبة: "متى رأيناك جائعا او عريانا او محبوسا او غريبا... ولم نخدمك؟".
    وضعت الكنيسة هذه المقاطع الإنجيلية في الأسابيع التي تسبق الصوم لتحثنا على التوبة والرجوع إلى الله وألا نعود إلى الخطيئة فيما بعد كما نقول عند الاعتراف.

    الألسنة النارية

    س 67: عندي بعض الأسئلة حول حلول الروح القدس يوم العنصرة. لماذا حل الروح القدس على تلاميذ يسوع بشكل ألسنة نارية؟
    ج: اللسان هو أداة الكلام، والروح القدس بشكل لسان من نار هو بطريقة ما لسان الله. من استقر عليه الروح القدس بشكل لسان ناري يصبح حاملا لكلمة الله ويبشر بها. لذلك قام بطرس مباشرة وابتدأ يبشر بقيامة المسيح والرسل "يذيعون عجائب الله".

    س 68: لماذا ظهرت الألسنة منقسمة واسقرت على كل واحد منهم؟
    ج: عطية الروح القدس أمر شخصيٌّ اي ان كل واحد من التلاميذ يتقبل شخصيا عطية الله له. العطايا او المواهب متعددة والروح القدس واحد. الروح الإلهي واحد وهو ينزل على الكل، لكنه ينقسم ليظهر لنا ان كل واحد منا يتقبّل هذا الروح الإلهي الواحد.

    س 69: ذكرتَ لنا مرة ان الألسنة انقسمت أيضاً في بابل لما بنى الشعب برجاً رأسه في السماء.
    ج: نعم، لكن في بابل كان الناس شعبا واحدا ولجميعهم لغة واحدة، لكنهم لما تحدّوا الله وارادوا الوصول إلى السماء بقدرتهم الشخصية، انقسمت لغتهم الى لغات عديدة ولم يعد يفهم بعضهم لغة بعض. حصل العكس تماما في العنصرة لما صار كل واحد من الذين يسمعون تعليم الرسل يفهم بلغته، وكان هؤلاء الناس آتين من بلاد متعددة كما ذكر سفر أعمال الرسل. في بابل تبلبلت لغة الناس فانقسموا وتشتتوا، وفي العنصرة توزعت عطية الله لتحل على كل واحد بمفرده وتجمع الكل إلى اتحاد واحد في كلمة الله الواحدة. ذلك ان اتحادنا بالإيمان بكلمة الله يتخطى الفوارق اللغوية والعُنصرية وغيرها. كل ما اشرحه لك مختصر في ترتيلة نقولها في العنصرة اسمها القنداق: "عندما انحدر العليُّ مبلبِلاً الألسنة، كان للأمم مقسِّما، ولما وَزَعَ الألسنة النارية، دعا الكلَّ إلى اتحادٍ واحد، فلذلك نمجّد بأصواتٍ متفقةٍ الروحَ الكلي قدسه".

    س 70: لماذا نزلت الألسنة النارية على التلاميذ فقط، ولم تحل على كل الناس؟
    ج: نزل الروح القدس على التلاميذ لأنهم رافقوا يسوع وآمنوا به وكان يعلّمهم ويُعدّهم لقبول عطية الروح. كانوا مجتمعين بقلب واحد يربطهم الإيمان بيسوع القائم من بين الأموات. لم ينزل الروح على العالم الذي لا يفهمه ولا يؤمن به كما قال الإنجيلي يوحنا: "روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يَقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" (41:71). حلّ الروح القدس على التلاميذ المجتمعين يعني انه حلّ على الكنيسة. المؤمنون بيسوع يؤلفون الكنيسة. الروح القدس غيّرهم فوعوا ان كلمة الله فيهم، فقاموا يبشِّرون بعظائم الله. بعد حلول الروح القدس، قام بطرس يُعلن بجرأة قيامة المصلوب أمام صالبيه أنفسهم. شيء أخير اقوله لك: حلول الروح القدس لم يتوقف في العنصرة، لكنه يستمر ويقدّس المؤمنين الذين يشهدون لقيامة السيد ويؤلفون الكنيسة.
    star: Like a Star @ heaven

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 8:12 am